تجربة واعدة تتيح زراعة الأعضاء من متبرعين مسنين

دسمان نيوز – تشير السجلات الطبية إلى أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى زراعة الأعضاء يتزايد مع الوقت في جميع أنحاء العالم، فيما يرافقه أيضاً نقص في عدد المتبرعين بالأعضاء. وأظهرت بيانات حديثة نشرها موقع جامعة هارفرد، أن 21 شخصاً على الأقل يموتون يومياً في جميع أنحاء أوروبا خلال فترة الانتظار للحصول على متبرع وإجراء عملية زرع الأعضاء. ويعد عمر المتبرع عاملاً حاسماً في تحديد نجاح عمليات زرع الأعضاء. لذا، حتى في ظل الحاجة الملحة، غالباً ما يتم رفض الأعضاء من المتبرعين الأكبر سناً.

والسبب لا يقتصر على ارتباط كبر السن مع الإصابة بالأمراض والتدهور في صحة الأعضاء الحيوية فقط، وذلك لأن بعض كبار السن يتمتعون بصحة أعضاء جيدة فعلاً، ولكن هناك سبب آخر يتعلق بوجود الخلايا المسنة أو الهرمة.

فمع تقدمنا في السن، تتوقف بعض الخلايا عن الانقسام وتبقى حية بدلاً من أن تموت، وتتراكم هذه الخلايا المسماة بـ«الخلايا الهرمة» في أعضائنا، وتطلق مواد كيميائية يمكن أن تسبب الالتهابات وتعزز المرض. وعندما يتم زرع عضو من متبرع كبير السن في جسم شخص أصغر سناً، من المؤكد أن بعض الخلايا في نسيج هذا العضو المزروع ستكون من فئة «الخلايا الهرمة» ووجودها في جسم المتبرع سيعمل على تنشيط عمليات الشيخوخة في خلاياه وجسمه بشكل عام. وهذا الانتقال «للخلايا الهرمة أو الشيخوخة» سيؤدي إلى تفاقم نتائج عملية الزرع أو إثارة استجابة مناعية تؤدي إلى رفض العضو المتبرع به.

تجارب تبشر بنجاح نهج جديد

خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لزراعة الأعضاء في أثينا باليونان، الذي عقد في 18 سبتمبر، أعلن فريق طبي بقيادة د. ستيفان توليوس، من كلية الطب بجامعة هارفارد، نجاحهم في إيقاف عملية نقل الشيخوخة التابعة لزراعة أعضاء كبار السن في الأصغر سناً وذلك عبر استخدام مضادات الشيخوخة. وهي فئة جديدة من الأدوية تعمل على إزالة الخلايا الهرمة بشكل انتقائي من نسيج العضو. وفي التجارب التي أجريت على فئران المختبر، قام الفريق أولاً بزراعة قلوب فئران أكبر سناً وأصغر سناً في متلقين صغار. وكما هو متوقع، كان لدى الفئران التي تلقت قلوباً من متبرعين أكبر سناً عدد أكبر من الخلايا الهرمة (تكونت في العقد الليمفاوية والعضلات والأعضاء) مقارنة بتلك التي تلقت قلوباً من متبرعين أصغر سناً. كما أظهرت الفئران التي تلقت قلوباً من الفئران الأكبر سناً تدهوراً إدراكياً وجسدياً متسارعاً.

وفي التجربة الثانية، وجد بأن علاج الفئران الأكبر سناً بأدوية مضادة للشيخوخة مثل dasatinib وquercetin قبل أخذ أعضائها، أدى إلى انخفاض كبير في عدد الخلايا الهرمة الموجودة في المتلقين بعد الزرع. كما تطابق الأداء المعرفي واللياقة البدنية في الفئران التي تلقت قلوباً أكبر سناً عولجت بالأدوية مع متلقي القلوب الأصغر سناً.

ويخطط الباحثون الآن لمعرفة ما إذا كانت النتائج التي توصلوا إليها قابلة للتطبيق على البشر. يقول د. توليوس: «سوف نتعمق أكثر في الآليات التي تدعم نتائجنا الحالية، مع التركيز بشكل خاص على الدور المحتمل لمضادات الشيخوخة في منع انتقال الشيخوخة لدى البشر. فتحقيق ذلك لن يساعدنا على تحسين نتائج عمليات زرع الأعضاء فحسب، بل وأيضاً في إتاحة المزيد من الأعضاء للزراعة».

وعلق د. خيسوس جيل من إمبريال كوليدج لندن: «على الرغم من وجود تساؤلات حول كيفية تكرار هذه النتائج على البشر، إلا أن هذا نهج واعد ويثمر العديد من الآثار المحتملة، فقد يسمح باستخدام أعضاء من متبرعين بشر متوفين أو علاج العضو ذاته لزيادة صحته قبل عملية الزرع في المتلقي. مما قد يؤدي إلى زيادة مجموعة الأعضاء التي يمكن زرعها والتي تم رفضها في الماضي».

من الدراسة

◄ يعد عمر المتبرع عاملاً حاسماً في تحديد نجاح عمليات زرع الأعضاء

◄ تطلق الخلايا الهرمة مواد كيميائية يمكن أن تسبب الالتهابات وتعزز المرض

◄ وجود الخلايا الهرمة في جسم المتبرع سينشط عمليات الشيخوخة في خلايا وجسم المتلقي

◄ انتقال الخلايا الهرمة سيؤدي إلى إثارة استجابة مناعية تؤدي إلى رفض العضو المتبرع به

◄ استخدام مضادات للشيخوخة تزيل الخلايا الهرمة قبل أخذها من المتبرعين المسنين

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا