رباب عبيد
من المرجح أن تكون الأسابيع القادمة أسابيع الحسم لانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية الجديدة من عدمه وما بين بيانات القمم العربية السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة ومناقشة سبل الخروج بالمنطقة من عنق الزجاجة والتوجه بالانفتاح على عالم السلم واللاحرب ، تشهد لبنان حروباً إعلامية داخلية بين الفرقاء السياسيين ولقاءات سرية ومعلنة ، ولّدت العديد من التوقعات السيئة والغير مطمئنة ومنها تكهنات وتوقعات بانفتاح جبهة حرب مع إسرائيل .
أما رئاسة الجمهورية اللبنانية فهي محكمة بالقبضة الحديدية بين مواقف واصطفاف المعارضة أمام الثنائي الشيعي الذي يصرّ على أن مرشحه الجدي الوزير سليمان فرنجية الذي اعتبره شخصيا مفتاح الحل للرئاسة من عدة جوانب ، وفي قراءة المشهد ومقاربة الملفات فإن الطبخة الرئاسية تطبخ على نار هادئة و جاري التوافق عليها بالإجماع بقرار من عواصم القرار العربي والأجنبي بالمقابل نتخوّف أن يكون الوضع اللبناني متروكاً ما بين المشهد السياسي المحتقن طويلاً والمشهد السياسي المتفجر قريباً ، وإن لم يكن هناك رئيس خلال الإشهر القادمة ، فقد يأتي التلزيم بالانتخاب بين ليله وضحاها وإلا؟.. لا يعلم ما سيحدث على الساحة اللبنانية التي حكم عليها موقعها الجغرافي بأن تتأثر وتؤثر بكل التحركات والصراعات والتحديات الإقليمية العربية والدولية .
والكثير من المتشائمين يرون أن لبنان .. متروك للفرجة حتى تقع الطامة الكبرى على الرغم من التوصيات التي خرجت بها القمة العربية بخصوص الملف اللبناني ، وماذا يعني أن لا تتوافق الأطراف السياسية اللبنانية حول الأسماء المطروحة وسط التدهور الاقتصادي وتراجع في قطاع الصحة وعدم وجود الدواء اللازم للمرضى بالأمراض الخطيرة ، والتعليم المتوقف على خلفية تأخر رواتب القطاع العام ، وأزمات حياتية على المواطن اللبناني مثل أزمات الماء والكهرباء وديون تقع عاتق الدولة ، ولا حلول مع قرب انتهاء مدة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ، وتأجيج أزمة النزوح السوري .
وبقراءة للمشهد على الساحة السياسية اللبنانية فأن طرح الرئيس سليمان فرنجية أدى إلى صراع الأحلاف وأحلاف الأحلاف مما أدى لتكوين جبهة المعارضة اضافة للنواب التغييرين و بنفس طائفي عالي ، فتفكيك القبضة الحديدية على الاستحقاق بمثابة حرب معلنة بين الأطراف ، وعلى الشعب اللبناني أن يتعالى عن التفكير بالتوجه نحو الاقتصاص الطائفي من بعضه ، فما جنينا من الحرب الأهلية نعيش تداعياته اليوم كلبنانيون سواء في الداخل أو الإغتراب ومنه تبخر ” مال المودعين ” أوغياب خطط التنمية وضياع البلد وتدهوره ، لقد مرت عقود طويلة قضتها لبنان في حمل تبعيات الصراع العربي الإسرائيلي والمذهبي والطائفي ، أما آن الآوان لوقف استثمار مستقبل المواطن اللبناني في الحروب الأهلية والهجرة الطوعية والقسرية بسبب النزاعات والصراعات الداخلية والخارجية .
إن لبنان يعيش حالة الانقسام الاجتماعي العامودي بكل مقاييسه فالصراع على الهوية والعرق والدين والمذهب يفكك الشعور الوطني الجامع للبنانيين ألا وهو ” لبننة الهوية ” مما دفع الرأي العام اللبناني للانقسام حول شخص الرئيس الجديد رأي عام شعبي يحمل الرفض والتنديد كل من جانبه لأنه نتج عن المناكفات والكيديات السياسية ، ولا سبيل للحل إلا بالذهاب للحوار الوطني الجامع والتفاهم برعاية خليجية عربية وبعدها الإعلان عن وثيقة تفاهم بين الفرقاء السياسيين اللبنانيين .
وبحسب القراءات الأخيرة للساحة اللبنانية وما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي بأن هناك لقاء مرتقب لفريق المعارضة مع مرشح الثنائي الشيعي الوزير سليمان فرنجية ، فهل ستجتمع المعارضة مع فرنجية ليأخذوا منه الضمانات المسبقة في حال أجمعت عواصم القرار على انتخابه رئيساً للجمهورية أعني هنا الدول التي تعارض انتخابه رئيساً ،أم الإجتماع رسالة سياسية يحملها للثنائي الشيعي أو سيكون اللقاء المرتقب لإقناعه بالإعلان عدم خوضه الانتخابات الرئاسية نزولاً على رأي المعارضة لمرشحهم جهاد أزعور ، وهل من هنا سيكون الخروج بالرئاسة اللبنانية بمفتاح سليمان فرنجية من القبضة الحديدية وانتخاب رئيس لبناني جديد؟!!!
