قال تعالى :- {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
مفهوم التغيير:-
التغيير هو إبدال الشيء ، أو انتقال من حال لحال أخرى ، أو عملية تنتج عنها أحوال جديدة تطرأ على شيء معين استجابة لعوامل مؤثرة.
الطبيعة الكونية منذ أن خلقها الله وإلى يوم الناس هذا غير ثابتة في أحوالها ، فالإنسان مميز عن باقي خلق الله لأن له قدرة على أن يتأقلم مع المتغيرات ويتعايش معها ، خُلقت الجنة والنار بسبب التغيير الذي يصنعه الإنسان في حياته مع الطبيعة الكونية ، فحكمة الله تعالى تجلت ببعث الأنبياء والرسل للبشر بهدف تصحيح دينهم وتقويم كل متغير لا يتوافق مع الطبيعة الفطرية التي جبل الناس عليها.
منذ أكثر من 15 عاما وقبيلة العوازم في الدائرة الخامسة تعيش في حالة هبوطٍ ونزولٍ حادٍ في تمثيلها البرلماني سواء في التمثيل النيابي أو في المواقف البرلمانية ، حيث إن التذمر وحالة الإحباط أصبحتا ظاهرتين متلازمتين في كل نفس من نفوس أبناء القبيلة ، وهذا الشيء قد يكون له عدة أسباب منها تقسيم أبناء القبيلة وفق عنصر الفخذ وفي بعض الأحيان الفخذ يُقسم في الانتخابات وفق بطن وعائلة ، تقسيم القبيلة للفخذ ناتج عن المتغيرات السياسية التي حدثت في الكويت بعد مرسوم الصوت الواحد ، فقبل الصوت الواحد كنا لا نسمع فخذ كذا ولا العائلة كذا كنا نصوت لمبدأ قبيلة العوازم.
بعد هذه المتغيرات للأسف القبيلة فقدت قوتها في التمثيل النيابي فكنا في السابق أكبر عدد داخل قبة عبدالله السالم هذا قبل تصويت المرأة ، بينما الآن لا نمثل إلا ربع العدد الذي كنا نمثله قبل تصويت المرأة على الرغم من أن دخول المرأة زاد عدد أصوات القبيلة إلى أكثر من الضعف بكثير ، مع العلم أن جميع القبائل الأخرى استفادت من المتغيرات السياسية ، فتجد بعض القبائل زاد عدد تمثيلها أو حافظت على ثبات مقاعدها ، وبعض القبائل الأخرى لم يكن لها تمثيل طوال الحياة البرلمانية والآن لها مقاعد ثابتة رغم أن عدد أبناء العوازم في الدائرة الخامسة يفوق عددهم خمسة أضعاف بعض القبائل في الدائرة.
نظرية رئيس الجمهورية:-
في الأقليم العربي منذ نعومة أظافرنا ونحن نعرف أن الدولة التي تحكم بنظام جمهوري لا يمكن تغيير حاكمها إلا بموته أو إقامة ثورة لتغييره ولكن في الأغلب ينتظر الشعب موته ليتنفسوا الصعداء بعد رحيله ، وللأسف نحن في قبيلة العوازم نظرية رئيس الجمهورية نعيشها على أرض الواقع دون أن نشعر بها فنجد أن المرشح بعد نجاحه الأول لا يترك أي انتخابات للمجلس إلا ويترشح حتى وإن لم ينجح ولا يغيبه عنها إلا هادم اللذات بمجيء منيته.
تساؤلات:-
1- هل يعقل أن نجد الآن مرشحين في قبيلة العوازم كانوا يترشحون قبل الغزو العراقي الغاشم للكويت وحتى هذه اللحظة ، كم جيل مر على هذا المرشح والله لو أحد ولد في الغزو يكون عمره الآن قد تجاوز 33 عاما ، علما بأن هذا المرشح مر عليه ثلاثة حكام لدولة الكويت وما زال قلبه متعلقاً بالكرسي لا يريد أن يتركه.
2- هل تعلم أن بعض مرشحي القبيلة الحاليين هم من مخرجات 25 دائرة ، وقد مضى على ذلك أكثر من 17 عاما ، لو كان طفلاً في سن الفطام أيام انتخابات 25 دائرة تجده الآن شابا في الجامعة.
3- – لماذا يحارب بعضنا البعض في تعيين المناصب وخاصة بعد نجاح نائب القبيلة حيث يغلب عليه حس المؤامرة في حال تعيين قيادي من أبناء قبيلته في أحد المناصب ، وهنا نضرب مثالاً بالرغم من كثرة عدد ضباط العوازم وخاصة في رتبة عميد تجد الكثير منهم لم يتقلد أي منصب مع أنهم مستحقون وأصحاب شهادات عليا وكفاءات ، مع العلم الآن جميع خدمات وزارة الداخلية تنفذ في برنامج سهل مثل جواز السفر وشؤون إقامات العمالة المنزلية وتجديد رخص القيادة إلخ… ، فالضابط لا يشكل مصدر خوفٍ على النائب لأن كل الخدمات أصبحت عن طريق الهاتف.
تفكروا…
1- بعض مرشحي قبيلة العوازم ورؤساء الجمهوريات وجهان لعملة واحدة لا يُخلص الناس منهم إلا الموت فهل ترضى أيها القارئ أن يبقى هذا الكابوس جاثما على صدرك؟!!!
2- لِمَ الخوف من التغيير وإعطاء فرصة للدماء الجديدة؟!!!
3- ( مبدأ ) شعار انتخابي يقصد به بناء شخصية المرشح ، والأوطان تبنى بالمشاريع الانتخابية لا بالشعارات.
4- في المرحلة القادمة قبيلة العوازم بحاجة لشخصية فذة لها ثقلها في القبيلة وترفدها دماء جديدة في مسيرتها تجعل لنا كياناً وموقفاً ورأياً.
ناصر الشتلي – كاتب صحفي