دسمان نيوز – الكوارث الطبيعية التي تجتاح العالم بين الفينة والأخرى لا تنتهي وهي أمور مقدرة ولا مفر منها … لكن ما يقلل من آثار دمارها هو الانسان نفسه وقدرته علي تطويع العلم والتسلح بسلاح المعرفة لمواجهتها.
يذكرني الزلزال الذي اجتاح المناطق الجنوبية الغربية من تركيا صباح هذا اليوم وما قد يليه من هزات ارتدادية.. بزلزال شرق اليابان مارس 2011 والذي كانت نتائجه كارثية في ما بعد بسبب موجات تسونامي وانفجار فوكوشيما النووي والذي مازالت تداعياته الي هذا اليوم..
ولكن ما أظهره الشعب الياباني من صبر وجلد وانضباط في حينه خفف من هذه الخسائر، بل ان هذا الشعب العظيم جنّد نفسه كل في موقعه ليكون سندا للاجراءات الحكومية في حينه، ناهيك عن الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها اليابان عبر عشرات السنين لمواجهة مثل هذه الكوارث بما أوتيت من قدرات علمية فائقة كان لها الدور الأكبر في تخفيف آثار هذه الكوارث علي الانسان.
واذ نتحدث اليوم عن هذه الكارثة والتي نسأل الله العلي القدير أن يخفف من آثارها على الشعب التركي الصديق واشقائنا في سوريا وكل الدول المتضررة، نستذكر بكل الفخر الدعم الذي قدمته دولة الكويت للعالم في مثل هذه المحن، واستذكر شخصيا الدعم الذي قدم لليابان الصديق من مبادرة سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه والتي وجدت الوقع الايجابي من اليابان امبراطورا وشعبا بهذه الوقفة الاستباقية ومنح انتاج خمس ملايين برميل نفط في حينه، ومن خلال موقعي السابق لمست التقدير والامتنان في كل المناسبات لدولة الكويت وتوجت بالدعوة الكريمة التي قدمها امبراطور اليابان اكهيتو لسمو الامير طيب الله ثراه لزيارة اليابان وهو ما تم فعلا في مارس 2012 واصراره على مقابلة سموه بالرغم من ظروفه الصحية في حينه، وهذا يجسد بشكل جلي مكانه سموه شخصيا وتقديرا لموقف سموه المشرف حيال اليابان وهو التقدير لدولة الكويت وشعبها.
اليوم الاخوة في المناطق المنكوبة في تركيا وكذلك اشقاؤنا في سوريا بحاجة الى الدعم والمساعدة والتي تليق بمواقفنا التاريخية ومبادئنا الانسانية والتي جبلنا عليها.
حفظنا الله وشعوب العالم من كل مكروه
- سفير الكويت السابق لدى اليابان وهولندا عبدالرحمن حمود العتيبي