دسمان نيوز – الانباء – بقلم : عادل نايف المزعل
أظهرت أرقام رسمية ارتفاعا كبيرا في معدلات الطلاق في الكويت، حيث إن عدد معدل المطلقات في اليوم يصل إلى 15 كويتية، وفي 2016 بلغ عدد حالات الطلاق 7223 بينهم 5259 كويتية و4386 زوجا كويتيا و873 زوجا غير كويتي.
وفي عام 2017 كانت هناك 7433 حالة طلاق، بين 5402 حالة لكويتيات و4510 أزواج كويتيين، و892 زوجا غير كويتي.
وفي عام 2018 وقعت 7869 حالة طلاق بينا 5764 حالة لكويتيات و4839 زوجا كويتيا و925 زوجا غير كويتي، وفي عام 2019 كانت هناك 7888 حالة طلاق بينها 5857 حالة لكويتيات و4938 زوجا كويتيا و919 زوجا غير كويتي.
وفي عام 2020 وقعت 5932 حالة طلاق بينها 4294 حالة لكويتيات و3953 زوجا كويتيا و341 زوجا غير كويتي.
وهذه الأرقام طالعتنا بها الزميلة «الراي»، فلماذا هذه الأعداد الكبيرة لحالات الطلاق وما أسبابها؟ من الأسباب عدم فهم الزوجين لبعضهما البعض واختلاف شخصيتهما قبل وبعد الزواج وعدم القدرة على التواصل معا بشكل إيجابي أو التحدث بأسلوب صحيح يساعدهما على فهم بعضهما البعض جيدا مما يوصلهما إلى طريق مسدود وفرض أحدهما رأيه على الآخر وعدم الاستماع إلى الطرف الآخر وسوء المعاملة بين الزوجين وانعدام الشعور بالحب وتعامل الزوج باحتقار مع شريكة حياته والتعالي عليها بتفوقه عليها وانعدام الشعور بالحب والعلاقة الدافئة مع بعضهما البعض، وفي بعض الأحيان تكون المشاكل مادية، بأن يكون الزوج بخيلا على أسرته، أو لرفض الزوجة أن تشارك زوجها المسؤولية.
وكي تكتمل الصورة لو أن كل أب وصى ابنه كما فعل الأعرابي مع ابنه، وكل أم ربت وأوصت ابنتها بالوصايا الثمينة، واهتمت كل بنت مقبلة على الزواج بالاستفادة من هذه الوصايا الجميلة من الأم لما شهدنا هذا الانحلال والتفكك الأسري. تقول الأم لابنتها في وصاياها:
«أي بنية، إنك قد فارقت بيتك الذي منه خرجت ووكرك الذي فيه نشأت إلى مكان لم تألفيه وقرين لم تعرفيه فكوني له أما يكن لك عبدا، واحفظي له عشر خصال يكن لك ذخرا، أما الأولى والثانية فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، أما الثالثة والرابعة فالتعهد لموقع عينيه والتفقد لموقع أنفه فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح والكحل أحسن الحسن الموصوف والماء والصابون أطيب المعروف، أما الخامسة والسادسة فالتفقد لوقت طعامه والهدوء عند منامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مكربة، وأما السابعة والثامنة فالعناية ببيته وماله والرعاية لنفسه وعياله، أما التاسعة والعاشرة فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا فإن أفشيت سره لم تأمني قدره. ثم بعد ذلك إياك والفرح حين اكتئابه والاكتئاب حين فرحه فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير، وأشد ما تكونين له إعظاما أشد ما يكون لك إكراما، ولن تصلي إلى ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت أو كرهت، والله يصنع لك الخير واستودعتك الله».
ولتجنب الطلاق لابد من معرفه الأسباب والخلافات المتكررة وإيجاد لها الحلول بأسلوب راق والتركيز على التعبير الإيجابي للذات بدلا من الدفاع والاندفاع والتنازل في بعض المواقف التي لا تسبب الأذى في سبيل سعادة الأسرة، ولقد كرم الإسلام المرأة وأعطاها منزلة عظيمة بعد أن كانت حبيسة خباتها تؤمر فقط، فأعطاها حقها في الميراث والشهادة وإبداء الرأي حتى إنه جعلها أحد مصادر استقاء الشريعة الإسلامية، فجعلها راوية للحديث الشريف ومصدرا تستقي منه السيرة النبوية، كما حرم الإسلام الإساءة للمرأة.
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إذا أراد الرجل أن يزوج ابنته أن يستأذنها». وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
اللهم أصلح حال كل زوجين متخاصمين وأبعد عنهم الشيطان واجعلهم سعداء يا رب العالمين.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين عليها من كل شر ومكروه، ونسأله كذلك أن تنقشع هذه الغمة ويذهب هذا البلاء من جميع دول العالم، اللهم آمين.
