حب الله للعبد بقلم: خالد الملا

دسمان نيوز – بقلم : خالد الملا

قال علي بن أبي طالب ÿ: «كفاني عزا أن تكون لي ربا وكفاني فخرا أن أكون لك عبدا، أنت لي كما أحب فوفقني إلى ما تحب».

من علامات حب الله للعبد أن يسخره لعمل الخير، فأعمال الخير للغير هي فتوح من الله لعبده، وكما قال الإمام بن القيم – رحمه الله: «لا تحسب أن نفسك هي التي ساقتك إلى فعل الخيرات، بل إنك عبد أحبك الله فلا تفرط في هذه المحبة فينساك».

وقد أشار حبيبنا النبي محمد صلي الله عليه وسلم إلى هذا المعنى فقال: «إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب».

وكلما اقترب العبد من الله بأفعاله وحبه له سبحانه زادت مفاتيح الخير للعبد، فالعلاقة طردية وما عليك إلا أن تخطو بقلبك لله، وما أجمل ما قاله الإمام الجنيد البغدادي رحمه الله، واصفا حال المحب لله تعالى: «المحب لله، عبد ذاهب عن نفسه، متصل بذكر ربه، ناظر إليه بقلبه، أحرقت قلبه أنوار هيبته، وصفا شربه من كأس وده».

هذا هو حال العبد مع ربه مصداقا لحديث النبي ژ: «أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما…»، فلتفرح أيها العبد حين يأتيك طلب لعمل خير ساقه الله لك، تفرح كفرح ذلك العبد الصالح حين دخل عليه من يريد الصدقة، فقال ووجهه متهللا: «مرحبا بمن جاء يحمل حسناتي إلى الآخرة بغير أجر».

نعم تستشعر عظيم نعم الله عليك بفتح أبواب الخير، وما أعظمه من حديث للنبي صلي الله عليه وسلم حين قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا».

نعم إنها محبة الله التي تثقل ميزان حسناتك وتزيد من محبة الناس لك، وتفتح لك مغاليق الأمور، فيكفيك فخرا أن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: «إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض….».

نسأل الله تعالى أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وأن نعمل بما يقربنا لحبه من عمل الخير، وأن نكون ممن شملهم الله بقوله تعالى: «وألقيت عليك محبة مني» آمين.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا