جاء تكليف الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح بعد استقالته في 12 يناير المنصرم بعد أن وضع الوزراء استقالتهم ، ومن قبل القيادة السامية لأمير الكويت المفدى سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ، أعيد ترئيسه بعد استقالته وكان تأكيداً على كفاءة رئيس مجلس الوزراء في إدارة حكومة الإصلاح ، وفي مقالات عدة كتبت عنه مقتدياً بالنظرة الأميرية السامية للراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله تعالى ، وأثق بنظرة الوالد الراحل ورؤية الأمير المفدى مؤكداً .. أن صباح الخالد صاحب الثوب النظيف.
لقد جاء تكليف سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد ليكمل مسيرة الإصلاحات الوطنية ودفع عجلة التنمية المستدامة ومكافحة الفساد ، والذي بدأ ها سموّه بالفعل منذ توليه في 19 نوفمبر 2019 بعد اعتذار الشيخ جابر المبارك عن رئاسة الحكومة ، وعلّقت عليه الآمال والتطلعات الشعبية لمستقبل أفضل.. وأنت لها ياصاحب الثوّب النظيف .
إن الشخصانية السياسية التي نشهدها في التعامل مع القرارات السيادية من قبل بعض النوّاب والسياسيين الكويتيين ستعيق بلا شك تنفيذ أي رؤية إصلاحية جديدة ، لاسيما وان سموّه تعهد بإقرار قوانين حريات الإعلام وتعديلات النظام الانتخابي ورفع اقتصاد الكويت وتأمين الأجيال القادمة من خلال تحقيق الأمن القومي ، كلها ملفات وطنية مستحقة تعهد بها رئيس الحكومة صباح الخالد ، فإذا ما تعاملنا مع وجود سموّه بالمحاسبة الفورية على الإرث الكبير من الفساد و الذي أعاق تقدم الكويت ودفع عجلة التنمية فيه لعقود وعقود .. كان الدخول الشامل في النفق المظلم .
وكمواطن كويتي .. أريد لهذه الأرض الطيبة أن تعود إلى خارطتها الوطنية الحقيقية واللحمة المجتمعية والاقتصاد الذي يواكب الاقتصاد العالمي .. ولذا أقول.. أعينوه ولا تعينوا عليه ، ولذلك مازال استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء مستحقاً لدى ثلثي النواب والتهديد بعدم التعاون مع رئيس وزراء يأتي بعد أقل من شهر على التشكيل الوزاري الأول بعد انطلاق دورة مجلس أمة 2020 ، وأتساءل هنا ما أشبه الأمس باليوم ، وليس من الغريب أن يبدأ المجلس النيابي عهده بالاستجوابات فهذا ديدن بعض النواب ، وبذلك لن نشهد المردود السياسي الذي نريده بل سنشهد دائماً ، عدم التعاون بين السلطتين أو استشراف بحل المجلس في المستقبل القريب ، وبين هذا وذاك ضاعت الملفات الوطنية واستحقاق النظر والتشريع لها والمراقبة الحكومية لسير تنفيذها عاجلاً .
ولذلك يجب أن يكون التعاطي بنّاء بين السلطتين.. ليكون التعاون لأجل هذا الوطن ونبذ الشخصانية السياسية التي دمرت واقع الكويت العظيم بين التصنيفات العالمية في مدركات الفساد والتنمية ، وفي ظلّ تحديات الوباء العالمي والفساد المستشري في الدولة ، فإن رؤية صباح الخالد الإصلاحية هي الحل، ولأن الشيخ صباح الخالد يراه تكليف لا تشريف فأعيد ترئيسه وسيكون الإنجاز على قدم وساق.
طارق بورسلي – دسمان نيوز