دسمان نيوز – لم تُخفِ الفنانة القطرية هدية سعيد توقها للمشاركة في الأعمال التراثية الكويتية، مشيدة بروعة الأداء وضخامة الإنتاج فيها، «كما أن تلك الأعمال أثبتت شغف الناس للتراث والبساطة وحنينهم إلى الماضي الجميل».
سعيد، عبّرت في حوار مع «الراي» عن توقها للمشاركة في أي عمل تراثي، متى سنحت الفرصة وتلقت الدور المناسب، كاشفة الغطاء عن أن عدم قبولها لعرض من الفنانة القديرة سعاد عبدالله سببه وفاة ابنها. في حين عرجت على مسلسل «الطير والعاصفة» الذي تم عرضه في أواخر التسعينات من القرن الماضي، وتولت بطولته إلى جانب الفنانة القديرة حياة الفهد، متمنية أن تلتقي بـ «أم سوزان» ثانية في عمل جديد.
• في البداية، نود التعرف على ما لديك من أعمال جديدة؟
- لا جديد لديّ، عدا برنامج «إيديده عايشة» الذي أقدم فقراته عبر مواقع «السوشيال ميديا».
• لماذا لا يتم تقديم هذا البرنامج على شاشة التلفزيون؟
- أتمنى ذلك، ولكن لم يتواصل معي أي من القائمين على القنوات التلفزيونية. وبصراحة لم يعد التلفزيون يحظى باهتمام المشاهدين، مثلما كان عليه الحال قبل ظهور الهواتف الذكية.
• معنى كلامك أن شاشة الهاتف سوف تُلغي شاشة التلفاز؟
- بكل تأكيد، لأن مواقع «السوشيال ميديا» وشبكات البث من الجيل الجديد، مثل «Netflix» وغيرها من المنصات الرقمية ستقضي على التلفزيون التقليدي، وعلى عملية الإنتاج التقليدية ككل.
• لماذا برأيك؟
- لأن التلفزيون أصبح عاقراً وعاجزاً، أو «عقيماً» إن صح التعبير، وذلك بسبب تسلط أصحاب الفكر التقليدي على إدارته، وينبغي ضخ دماء جديدة لمواكبة الواقع بشكل مُعاصر.
• متى سنرى لك أعمالاً تجمعك بكبار الفنانين في الكويت، على غرار حياة الفهد وسعاد عبدالله؟
- بالنسبة لـ «أم سوزان» الفنانة القديرة حياة الفهد فأنا عملت معها في مسلسل «الطير والعاصفة»، الذي تم عرضه أواخر التسعينات من القرن الماضي، حيث تشارك في بطولته نخبة كبيرة من كبار النجوم الكويتيين، بينهم الفنان الراحل غانم الصالح وعبدالرحمن العقل وداود حسين. إلا أنه منذ ذلك الوقت لم نلتقِ في أي عمل آخر، وإذا قَدّمت إليّ عرضاً فسأتشرف بالمشاركة معها، فهي أخت عزيزة عليّ، قبل أن تكون فنانة أو زميلة.
• وماذا عن الفنانة سعاد عبدالله؟
- سبق وأن تلقيت نصاً تلفزيونياً من «أم طلال» في العام 2007 لمشاركتها البطولة في أحد أعمالها، لكن «ماصار بيننا نصيب» لأن العمل صادف وفاة ابني عبدالله رحمه الله، فاعتذرت عن عدم المشاركة فيه.
• لا يختلف اثنان على أنك واحدة من أكثر الفنانات طيبة وخلقاً في الوسط الفني، فما هي الضريبة التي دفعتها بسبب طيبتك الزائدة؟
- الحمدلله على كل حال. فالقبول من عند الله سبحانه وتعالى، وأعتز بهذه الطيبة، التي دائماً ما تعكس إليّ محبة الناس.
• ولكنك لم تجيبي عن السؤال؟
- يخطئ من يظن أن الطيبة قد تكون ثغرة يستغل بها صاحبها، وإذا ضاع الطيب عند البعض، فإنه عند الله لا يضيع.
• عدم تلقيك عروضاً في السنوات الأخيرة، هل ترينَ بأنه جحود من المنتجين؟
- لا طبعاً. أحياناً تُعرض عليّ أعمال، غير أن الدور المسند إليّ فيها لا يناسبي، فأرفضها على الفور. وفي المقابل هناك عروض تشدني منذ الوهلة الأولى فأوافق عليها.
• كونك الممثلة الأولى في دولة قطر، لماذا لا تكون لديك شركة إنتاج خاصة؟
- الفكرة موجودة، وإن شاء الله تتم ترجمتها إلى واقع خلال الفترة المقبلة.
• لماذا لا نرى ممثلات غيرك من دولة قطر، وهل هذا الشيء يَصبْ في مصلحتك؟
- بل يسعدني ظهور ممثلات قطريات، حتى تشتد المنافسة الشريفة بينهن، وحينها سأكون الداعمة الأولى لهن، وقد أقوم بتدريبهن إذا تطلب الأمر ذلك، ومن ثم «كل واحدة تشيل الثانية».
• كيف وجدتِ الأعمال التراثية الكويتية في المواسم الدرامية الماضية؟
- «اللي ماله ماضي ماله حاضر». ما قدمته الدراما الكويتية من أعمال تراثية يدل على أن الناس لا تزال تشتاق إلى ذلك الزمن الجميل، وتشعر بالحنين إلى البساطة والحياة العفوية التي كان يعيشها الآباء والأجداد. أعجبني في تلك الأعمال ضخامة الإنتاج وبراعة الأداء للفنانين الكبار والشباب، وكانت بحق تليق بتاريخ الدراما الكويتية.
• لو عُرض عليك دور في عمل تراثي فهل ستقبلين؟
- بكل تأكيد، لأنني أهوى النصوص التراثية وأجد نفسي فيها.
• عندما نسترجع أعمالك القديمة، يلوح في الذاكرة المسلسل الشهير «فايز التوش»، ومواقفك مع الفنان الراحل عبدالعزيز النمش، فكيف كانت علاقتك به؟
- علاقة حلوة وطيبة، وكان رحمة الله عليه ممثلاً متميزاً وله خط فاصل. ويعتبر النمش أفضل من أدّى دور المرأة في تاريخ الفن، وقد صنع لنفسه «كراكتر» خاصاً به.