ميناء مبارك الكبير ضرورة كالماء بـ قلم عبدالمحسن الفكر

ان الهدف الاسمى لاي ادارة سوى كانت ادارة دول او شركات او مؤسسات هو بتحقيق معدل الرفاهية الذي يستحقه المنتسبين لها وان يتم تحقيق معدل نمو في الدخل يسمح لهم بمزيد من الحرية المالية التي بدورها تجلب الاستقرار النفسي والسعادة في الحياة وهذا كل ما يهم وكان الهدف هذا هو شغل الانسان الشاغل منذ الازل وحتى اليوم، اتفقنا على تسمية الهدف الاسمى للإدارات ؟

التنوع في الايرادات اصبح حاجة ضروريه كالهواء والماء لا خيار اخر نملكه ، اذاً لابد ان يصبح ميناء مبارك الكبير واقع باسرع وقت ممكن ولو تطلب الامر ان ندفع عمرنا لذلك فالامر مُلح لكونه يعد نقله جديدة بقيم مضافة واسعة في صناعة النقل البحري والدعم اللوجستي لذلك هذا الميناء يشكل أهميه كبيره في الكثير من الأبعاد الاقتصادية والتنموية، ولكونها تعمل على توظيف الأيدي العاملة وتقليل حجم البطالة في الدولة وكذلك تعمل على زيادة الاستيراد للدولة وتعمل على إنعاش الاقتصاد وتحقق النمو الاقتصادي.

معلومة سريعة عن ميزانية الكويت فقد تضاعفت في مصروفاتها خلال 20 عاماً أكثر من 7 مرات إلى 22.5 ملياراً في 2020 دون عائد ذي قيمة مالية أو استثمارية، وفي المقابل فإن إيرادات موانئ دبي في الظروف الطبيعية وقبل الازمة الاقتصادية التي تسببت فيها جائحة كورونا فقد حققت إيرادات بقيمة 7.7 مليار دولار في العام 2019، هذه الارقام التي سمحت لميناء دبي بان يتوسع عالمياً فلم يكتفي برقعة معينه من المساحة فاصبحت استثماراته عابره للقارات اذ بلغت الاستثمارات في قطاع الموانئ والمحطات توسع كبير في محطتين جديدتين في تشيلي (بويرتو سنترال وبويرتو ليركين) وهي توسع رقعة الاستثمار عالمياً وتدعم إيرادات الدولة اكثر فاكثر. ونحن في الخليج نملك قصص رائعة فيما يخص الموانئ فمنذ اعلان المملكة العربية السعودية عن ميناء الملك عبدالله والامارات وتحديدًا امارة ابو ظبي عن ميناء خليفة والذي يعد اضخم مشروع بنية تحتيه في تاريخ الامارات والذي يعمل بشكل شبه آلي وفي عمان ميناء صحار الذي فاز بجائزة ميناء ومنطق حرة في العالم في عام 2016 والذي تجاوز حجم الاستثمارات فيه بما يفوق ال25 مليار، كل هذا عزيزي الكويتي حصل في المنطقة ونحن نريد وقتاً اكثر لدراسة جدوى المشروع، فلك ان تتخيل بأن كل من في المنطقة قرر ان يضخ اموالاً استثمارية على الموانئ باسرع وقت لان النقل البحري يشكل 90٪؜ من إجمالي حجم التجارة العالمي، كم من الوقت نحتاج حتى نفهم ماذا يعني ان نسابق الوقت لننوع من ايراداتنا فعامل الوقت ليس من صالحنا.

نحن نعلم ولا نغفل عن الجانب الجيوسياسي المتوتر ولكن كل هذا التوتر الذي يتم ترويجه بصورة أشعر بإنها مبالغ فيها فنحن في مكان متوتر ولكن غير مستحيل ان نصل الى اتفاق يندرج تحت ال”win-win situation” هنا نتحدث عن مشاريع دولة عملاقه لا يمكن ان يتم التنازل عنها لموقف دولة تستطيع ان تصل الى اتفاق تجاري يجعل الجميع سعيد فاوروبا العملاقه كانت امة عدائية فيما بينهم والحروب قتلتهم ولكن ما جعلهم امة متحدة هو التوافق على اهمية الاقتصاد للجميع وان الاتفاقيات التي وقعتوا بينهم هي اساسها اقتصادي بحت السوق للجميع والربح للجميع والجميع سعيد، فاصبح شغلهم الشاغل هو الصناعة والتصدير ومعدلات النمو والتوسع والتنويع في الايرادات، نحن في موقع جغرافي صعب ولكن اذ لم نزيل جميع العراقيل بسرعة كبيرة جداً فسيعد فشل ذريع جداً لادارة الدولة، فلا يمكن التأخير في انجازة ولا يُسمح بان يستخدم كأداة ضغط سياسية، هو اقتصادنا وهو الدخل الذي سينقذنا وهو الذي سيساعدنا بان نتنوع في اقتصادنا.

عبدالحسن سعد الفكر – دسمان نيوز

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا