«غربال» كورونا! بقلم : يوسف عبدالرحمن

دسمان نيوز – الانباء – بقلم : يوسف عبدالرحمن


ما أحوج كويتنا في عصر كورونا إلى منخل ومشخال ينقي ويفرز المغشوش لنا.

الأجيال الكويتية التي عاشت فترة العشرينيات إلى الستينيات تعرف مفردة (غربال) والغربال هو (المنخل) الذي كان يوضع فيه الرز (العيش) والحنطة والشعير، والتي كانت متوافرة على فترات بعدما وصلت الكويت بعد الحرب العالمية الثانية، وكان الكويتيون يشترون من هذه الحبوب (الغلال) فينخلونها حتى يسقطوا الشوائب كالحصو والقشور والسوس والأجزاء الصغيرة الزائدة.

والغربلة عملية فرز (للصالح والطالح)، واستطاعت الأمهات والجدات غربلة الدقيق والحبوب وأخرجن لنا من الحنطة أنواعا شتى من الخبز الخمير وقرص العقيلي والهريس والچريش!

ذاك زمن حلو وجميل ونقي واليوم نحن نعيش ونشاهد سمو نائب الأمير الله يطول لنا في عمره بصحة يغربل الموجود، كي يستمر الصالحون ويعاقب الطالحون الفاسدون، الذين هم والله من حثالة الرجال والنساء، ونأمل أن نرى الأحكام تطبق عليهم دون تأخير، عاجلا غير آجل للحفاظ على سمعة وتاريخ الكويت وشعبها النظيف الأصيل الوفي!

وكلمة (غربال) لها استخدام آخر عند أهلنا خاصة الحريم إذا كان هناك أمر ما لم يتم قالت متحسرة: وي غربال!

أي تعطل وسيحتاج إلى منخل حتى يطوف!

جيلنا المخضرم يتذكر عن الآباء في دواوينهم وملتقياتهم القول «أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالغربال» أي: انخلوا النساء قبل الخطبة حتى لا تقعوا بالمحظور، والمغربل: المفرق، وغربله أي: فرقه.. لهذا تسمع بعض الأسر الكويتية وأفرادها لايزالون يقولون: فلان مغربل، أي: حظه عاثر وين ما يضربها عويه! لكن حقيقة الأمر هو يعرف الحق ويعرف الباطل.

ومضة: يا حلو الأجداد والآباء وهم من الأوائل من أهل الفضيلة كلمتهم (مغربلة) بالسنع والنزاهة والعدل!

وهناك فئة الله يقلل نسلهم ويطهر الكويت منهم حاطين الكويت (جسر عبور) لمصالحهم ومخططاتهم الخبيثة وهؤلاء يبيلهم الآن أكبر (منخال ومشخال).

أهل الكويت القدامى الله يرحمهم كانوا أتقياء شرفاء أمناء مثل الذهب الأصلي المصقول، ما يحتاج غربلة!

أما هذيله اللي للأسف في غفلة من الزمن حصلوا على الجنسية وباعوها في نفس الوقت للشيطان وأهله يبيلهم صچ نخلة منخال على قولة إخوانا المصريين (ما يخرش الميه)!

آن الأوان لأن تطبق الكويت على هؤلاء الأراذل الأحكام التي يستحقونها، عاجلا غير آجل، ونشر صحائفهم السوداء للعبرة والاعتبار.

آخر الكلام: كلنا يذكر أو قرأ أو سمع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن العرب الخيرين بالجاهلية «خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا» والمعنى أنكم كنتم بالجاهلية ذوي خصال محمودة وشرف وعندما دخلتم الإسلام أصبحتم ذهبا مصقولا وأضفتم إليه التفقه والمعرفة. أما الأراذل فهم سقطوا تحت الغربال.

الخلاصة أن الغربال هو نخل المادة، وقديما تعتبر العادة المستأصلة بالماضي جزءا من حياة الأمس القريب لم تؤثر به مدنية اليوم والسبب بسيط كما نعرف أن لغتنا العربية ذات تراث وتاريخ ومفردات جميلة وصلتنا ونحاول أن نربطها بالواقع، والمؤكد أن الكويت عازمة على (نخل) هؤلاء الأراذل.

زبدة الحچي: الغربال أو المنخل أو المشخال هو أداة تستخدم لنخل أجزاء غير صالحة عبر شبك لا يمكنها المرور عبر الثقوب، وهناك غربال يدوي وآخر آلي.

الكويت بفضل همة سمو نائب الأمير ولي العهد الأمين والدنا الشيخ نواف الأحمد وعضيده سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ومن خلفهم الشعب الكويتي موحد لاتخاذ ما يلزم ضد (أراذل) خانوا الكويت وخانوا أماناتهم وتجرؤوا على حرمة المال العام وغسلوا بالمال الحرام ما استطاعوا أو تاجروا في البشر وكلها «تهم» لها جزاءات ستطبق عليهم عاجلا غير آجل حتى يمكننا القول إن الكويت حصنت نفسها إيجابا وليس سلبا.. في أمان الله.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا