دسمان نيوز – الانباء – بقلم : يوسف عبدالرحمن
عزيزي القارئ أعدّ نفسك لثقافة جديدة قادمة طُبقت، والواضح أنها ستلازمنا إلى زمن قادم الله يعلمه.. والخوف أن تستوطن!
لم يعد لقاء الأهل والأصدقاء والجيران مثلما عشناه في سنوات عمرنا، فاليوم دخلت تكلفة جديدة على حياتنا تتمثل في هذا الكم من التعقيم والمنظفات والمطهرات التي بدأت تؤذي جلودنا وتزكم أنوفنا وتسحب من جيوبنا ميزانية جديدة مضافة إلى الأعباء السابقة.
اليوم التواصل كله عبر النت والكاميرات وإذا حصل التقابل فهو فاتر بارد بالأكواع ليس فيه قبل وملامم وحميمية وإنما عن بُعد كأننا أغراب!
تدخل المسجد حاملا سجادتك وإياك أن تنسى أن تتوضأ في منزلك (دورات مياه) المساجد مسكرة ومغلقة حتى إشعار آخر وتدخل المسجد كأنك غريب، فإخوانك المصلين خاصة (الكويتيين) الكثير تشوف في عيونه الخوف مسافات متباعدة بين المصلي والآخر ولم تعد مساجدنا بها الصفوف المتراصة، صحيح ان التباعد في هذه المرحلة مطلوب، لكننا نأمل ألا يطول!
إذا ذهبت الجمعية يبدأ معك (الوسواس الخناس)، وكثير من الناس أصبح مطهره في جيبه (مخباته) يطهر ويعقم (العربة) ويدخل وهو في نفسه (خيفة).. خيفة أن يصاب، خاصة أن الجمعيات (محضن كورونا) والإصابات العالية والكثيرة منها لعدم وجود الثقافة العمالية في الوباء!
تذهب إلى مقر عملك والخوف معك من إنسان مخالط ينقلها لك وأنت تنقلها إلى أهلك وعيالك وكل من في بيتك.
فيما يظل السؤال: هل هذا وباء رباني من رب العالمين، أم من صنع البشر في الحرب البيولوجية؟
ما هذه الحياة؟ إنها (ثقافة كورونا) الجائحة التي جعلت من سنة 1441هـ – 2020م من الأعوام الصعبة التي مررنا بها، فالموجة الأولى من كورونا مرت وقد أخذت (رجالا ونساء) ضحايا لها أحببناهم ولم نشارك في جنائزهم اللهم إلا عن بُعد في صلاة الغائب عليهم لأن ممنوع إلا أن تكون واحدا من عشرة من الأقرباء الدرجة الأولى، وهذا يعني أن عزاءك يكون بالهاتف فقط وتحول كل شيء عن بعد ومسافات.
٭ ومضة: أنا شخصيا أرى الطامة الكبرى في التعليم الذي ضاع أكثر مما هو ضائع قبل «كورونا» وحل بدلا عنه (التعليم عن بُعد) إلكترونيا عن طريق المجموعات والمنصات التعليمية، وهذه العملية كلها الآن عمليات تجريب في ظل وزير متردد!
كما أن كثيرا من الناس عليهم (إيجارات) متراكمة من يساعدهم، لقد تعبنا والله العظيم من الدفع هنا وهناك، والتوسط لمستأجرين مع بعض الملاك، الذين يتفهم بعضهم وآخرون يقولون: «عاجبك عاجبك والا انقلع»!
البعض كانوا في الأشهر الستة التي انصرمت بلا رواتب، والعملية تحتاج إلى قرارات دولة تزيل عن المستأجر الإيجارات.
٭ آخر الكلام: لقد كشفت «كورونا» كل المخفي في حياتنا وعرتنا جميعا، إن خيرا فخير وإن شرا فشر، وكأن بالوعة من الفساد انفتحت!
٭ زبدة الحچي: ستبقى المسافة بيننا والكمامة والقفاز وتغيير الملابس بعد كل طلعة وغسل اليدين على مدار الساعة، وهذا كله مكلف ماديا وعمليا، وهذا الخوف المتجدد على مدار الساعة من هؤلاء المخالفين، وسنظل نترقب ونرجو رحمة الله وأن يصرف عنا الوباء دون وداع، وعلى أمل أن يكون عام 1442هـ – 2021 عام خير وسعادة واطمئنان.. فالناس تعبت، خاصة أصحاب الدخول الضعيفة، يا رب سترك وفرجك.. في أمان الله.