كيف ستنتهي الحكاية؟ بقلم : حسن العيسى

دسمان نيوز – الجريدة – “لا مراء في أن ما قامت به جهة الإدارة، سواء في فترة الرئيس الأعلى الأول أو الرئيس الأعلى التالي بصفتهما، قد انطوى على مخالفات صارخة للقانون، وإخلال بالمساواة والفرص المتكافئة للمواطنين، فما قامت به جهة الإدارة في البداية من تعديل وتلاعب بنتائج الاختبارات التحريرية والمقابلة الشخصية، ثم تعيين من لم يجتز المسابقة أصلاً وحصل على نتائج متدنية…”.

الفقرة السابقة كانت من حكم محكمة التمييز، في دعوى بطلان تعيينات إدارة الخبراء، أتمنى أن تلاحظوا كلمات مثل “تعديل، تلاعب، تعيين من لم يجتز أصلاً وحصل على درجات متدنية”. قبل تلك الفقرة استشهدت المحكمة بتقرير لجنة مراجعة الاختبارات، وقالت: “تبين وجود شطب يدوي بالقلم على درجة المجموع النهائي، ومتوسط الدرجة للمقابلة المدونة على المظروف، ووضع درجة مرتفعة جداً بدلاً منها، لا تتناسب مع درجة المتقدم للاختبار التحريري…”.

سؤالي: “وبعدين؟”، وماذا بعد؟ وبالعامية “شنو راح تسوون؟”، نعرف أن “نزاهة” تحركت لبحث الموضوع، وما إذا كان هناك فساد، مع أن الفساد والتزوير بأوراق رسمية يكاد يراه الأعمى، ويخنق الحر المظلوم بحبال المحسوبية والواسطة، مثل المواطنة الشهمة التي رفعت دعوى البطلان، لكن أيضاً، نكرر، ماذا بعد؟! كذلك، نعرف أن محامياً تقدم ببلاغ لمحكمة الوزراء، ومن جديد نعيد للشطار، ونسأل أهل “البخاصة”: ماذا بعدها…؟ وماذا سيحصل؟!

ذاكرتنا المهترئة بحكايات فقدان الأمل واليأس من نهايات معروفة مسبقاً كتسجيل القضية ضد فراش البلدية إلى نسيان التاريخ في ورقة رسمية، إلى غياب التشريعات التي تعاقب… وغير هذه من أسباب تنتهي، كلها، إلى رمي المسألة بسلة مهملات الذاكرة.

ليست هي قضية تشفٍّ أو تحريض على مسؤولين سابقين كبار، تلاعبوا واستغلوا مراكزهم الوظيفية لتحقيق مصالح خاصة وتكسب سياسي نتن، أبداً، الموضوع الآن هو جاوبوا وأخبرونا إذا كنتم (أنتم البخصاء بحكم الوراثة) ستمضون بالدولة، بدروب العائلة والعشيرة والقبيلة، أي مسالك الخراب والدمار، بحكم العادة، أم أن هذه المرة ستقولون لابد من دولة المؤسسات وحكم القانون…؟ التجارب القريبة، والتي حدثت قبل أيام، لا تبشرنا بالخير، ومع ذلك يبقى بصيص من أمل باستلهام دولة العدل والحق، ولو لمرة واحدة… ننتظر منكم إجابة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا