بدأت في الدوحة فعاليات النسخة الـ ٢٤ لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، البطولة الأكثر شعبية عند الخليجيين، تأخر موعد البطولة ليوميين وأعيدت قرعة المباريات بعد أن أعلنت الإمارات والسعودية مشاركتهما في البطولة.
جميل أن تشارك كل الفرق الخليجية لإنجاح هذه البطولة في نسختها القطرية، وحتما ستزداد حدة المنافسة بين المنتخبات والتشويق لدى الجماهير.
وبمناسبة الحديث عن الجماهير، ننتظر من الجمهور الرياضي القطري أن يكون كما عهدناه عليه، من حسن التعامل والرقي، وليعطوا دروسا لكل الجماهير الرياضية بالتسامي على جراح السياسة.
وهناك بالطبع بعد سياسي وجميل في مشاركة كل الفرق الخليجية، ويدعو للتفاؤل بقرب حل الأزمة الخليجية، ويشاركني هذا التفاؤل نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، الذي اعتبر مشاركة جميع منتخبات دول الخليج العربية في البطولة «مؤشرا على تقدم نحو حل الأزمة بين الأشقاء».
ما أن تنتهي البطولة الخليجية في الدوحة، حتى تبدأ القمة الخليجية بالرياض، وإن لم يعلن رسميا خبر استضافة السعودية للقمة الخليجية بعد أن اعتذرت الإمارات عن استضافتها، وما بين بطولة الدوحة وقمة الرياض، لابد أن تنفرج الأزمة الخليجية ولو بالقدر البسيط كوقف الحملات الإعلامية وبداية الاتصالات السياسية بين الخليجيين ولو على مستويات ديبلوماسية ليست بالعالية جدا.
ملاحظة ضرورية حول سبب الأزمة الخليجية وهو الاعتقاد السائد بضرورة أن تتطابق وجهات النظر الخليجية في كل شيء أو أن نختلف على كل شيء!!
والحقيقة هو لابد من ترك حرية ومرونة لسياسات الدول الخليجية بأن تختلف على بعض الأمور غير الاستراتيجية، كأن يترك للسياسة القطرية الحرية المطلقة بالتعامل مع الأحداث العربية البعيدة عن دول الخليج، حيث الاختلافات على أشدها في السياسات الخليجية بين مؤيد لطرف ومعارض لآخر.
لا يوجد تطابق مطلق في السياسات بين الدول المستقلة حتى لو كانوا أشقاء ومصيرهم واحد، هذه حقيقة بشرية فحتى على المستوى الاجتماعي داخل الأسرة الواحدة لا يتفق الإخوة إلا على المواضيع بداخل الدائرة الضيقة وكلما ابتعدنا عنها اختلفت الرؤى، فكيف على مستوى الدول وعلاقاتها الدولية.
٭ ختاما: الديبلوماسية الرياضية مدخل لتجاوز الخلافات السياسية إذا صدقت النوايا، والاهم تطور الاتصالات السياسية بين محاور الأزمة الأساسية الرياض والدوحة، وأن تقف الحملات الإعلامية وهذا ما التزمت به قطر والسعودية في الأيام الماضية بحسب مشاهداتي في الأيام الماضية ولكن هناك من لا يريد للأزمة أن تنتهي، ويجب ألا تعيرهم الدوحة أي اهتمام.
الانباء- دسمان نيوز