قراءة قصص فعل الخير وما تحتويه من عبر تعطيك «الدافع» القوي لكي تستمر بالعطاء وإن كان «قليلا» فالمردود قوي بإذن الله تعالى، تقول القصة:
دخلت «امرأتان» إلى احد المطاعم وطلبتا من «الجرسونة» أن تقدم لهما «أرخص» وجبة في المطعم لأن المال الذي لديهما قليل جدا، فقامت الجرسونة بترشيح وجبتين لهما فوافقتا وبعد أن «أكلتا» طلبتا الفاتورة فأحضرتها الجرسونة وكتبت بورقة: دفعت فاتورتكما من حسابي الشخصي بسبب ظروفكما الصعبة وهذا أقل شيء أقوم به من أجلكما، وفي نهاية الورقة كتبت اسمها، ولقد شعرت بسعادة تلك الجرسونة عندما ساعدت هاتين المرأتين مع أن ظروفها المادية صعبة لأنها كانت «توفر» المال منذ أشهر طويلة لشراء تلفزيون وهو حلمها الكبير، فإعطاء هاتين المرأتين ذلك المبلغ سيؤخر شراءها لذلك التلفزيون، وأكثر ما ضايقها هو «صديقتها» والتي قالت لها: لقد أخطأت بأن ساعدتيهما لأنك قصرت على نفسك وعلى طفلك بتبرعك بالمال، فشعرت الجرسونة بأن ما قالته لها صديقتها صحيحا إلى أن اتصلت والدتها فجأة وقالت لها: ماذا فعلت؟ فأجابتها بخوف: لم أفعل شيئا، فأجابتها والدتها: وسيلة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تتحدث عن فعلك الرائع مع هاتين المرأتين واللتين قامتا بوضع «رسالتك» التي كتبتيها مع الفاتورة وأنك دفعت حسابهما وأنا فعلا فخورة بك، وعندما فتحت حسابها في صفحة «الفيسبوك» وجدت مئات الرسائل من منتجين ومراسلين وصحافيين.. يطلبون مقابلتها للحديث عن مبادرتها العظيمة.
وفي اليوم التالي ظهرت تلك الجرسونة على الهواء مباشرة في أشهر برنامج تلفزيوني «أميركي» وتحدثت عن تلك المبادرة وفي نهاية المقابلة قدم لها المذيع جهاز تلفزيون كما تمنت أن يكون لها مع مبلغ مالي قيمته عشرة آلاف دولار، كما حصلت أيضا من شركة إلكترونيات قسيمة شراء بقيمة خمسة آلاف دولار، ولقد حصلت على هدايا وصلت إلى ما قيمته 100 ألف دولار من بعد ظهورها بتلك المقابلة، كل ذلك سببه عملها الإنساني وهو تكلفة وجبتي طعام كلفتهما 27 دولارا ولكنها غيرت حياتها للأبد.
٭ أخيرا: ليس الكرم أن تعطيني ما لا تحتاج، ولكن تعطيني ما أنت في أشد الحاجة إليه، تلك القصة تعطينا درسا مهما بأن «العطاء» مهما كان قليلا فإن أثره كبير على الآخرين وجزاؤه عظيم عند رب العالمين، فكلما فعلت «خيرا» بدون مقابل أو «منّة» فإن جزاء عملك يعرف عنوانك وسيأتيك الخير والنعيم.samy_elkorafy@hotmail.com
الجريدة – دسمان نيوز