دسمان نيوز – قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ان السياسة النفطية للمملكة تستهدف استقرار أسواق النفط العالمية وتخدم المنتجين والمستهلكين على السواء، مشددا على أن السياسة النفطية للمملكة تهدف إلى تحقيق أمن وموثوقية إمدادات النفط. وأكد العاهل السعودي مجددا أن أسلحة إيرانية استخدمت في الهجمات على منشآت أرامكو.
وفيما يتعلق باقتصاد السعودية، قال ان المملكة تسير في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030 بجميع محاورها، وأضاف «حرصنا على المضي قدما في المشاريع التنموية وخلق مجالات اقتصادية جديدة».
ولفت خادم الحرمين إلى أن السعودية عازمة على تحقيق أهدافها بتنويع قاعدة الاقتصاد لبناء مكتسبات وطنية جديدة سيكون المواطن فيها الهدف والرافد، قطعنا خطوات كبيرة في تطوير القدرات البشرية وتهيئة شباب الوطن ذكورا وإناثا لسوق العمل.
وحول اكتتاب «أرامكو»، قال خادم الحرمين «الإعلان عن طرح جزء من أسهم أرامكو سيتيح للمستثمرين داخل المملكة وخارجها المساهمة فيها، ويجلب الاستثمارات ويخلق آلاف الوظائف ويعزز من حجم السوق المالية».
وفي الملف الإيراني، قال «نأمل أن يختار النظام الإيراني جانب الحكمة، وأن يدرك أنه لا سبيل له لتجاوز الموقف الدولي الرافض لممارساته إلا بترك فكره التوسعي والتخريبي.
المملكة لا تنشد الحرب، لأن يدها التي كانت دوما ممتدة للسلام أسمى من أن تلحق الضرر بأحد، إلا أنها على أهبة الاستعداد للدفاع عن شعبها بكل حزم ضد أي عدوان».
وأشار إلى أنه على النظام الإيراني أن يدرك أنه أمام خيارات جدية، وأن لكل خيار تبعات سيتحمل نتائجها، وأن المملكة عانت من سياسات وممارسات النظام الإيراني ووكلائه.
ونقلت وكالة الانباء السعودية (واس) نص كلمة خادم الحرمين وقال فيها:
يسرنا افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى سائلين المولى عز وجل أن يجعل أعمالنا دوما خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقنا في خدمة ديننا الحنيف وشعبنا العزيز.
وإننا لنحمد الله على ما تحقق من إنجازات تنموية ضخمة في العقود الماضية، والمملكة بعون الله مستمرة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات عبر «رؤية 2030»، ولتحقيق ذلك قامت المملكة ببذل جهود كبيرة في تسهيل ممارسة الأعمال، وقد تم تصنيف المملكة هذا العام من قبل البنك الدولي كأكثر الدول تقدما والأولى إصلاحا من بين 190 دولة في العالم، مما يعكس تصميم دولتكم بكامل سلطاتها ومؤسساتها على المضي قدما في تنفيذ برامجها الإصلاحية، لرفع تنافسية المملكة للوصول بها إلى مصاف الدول العشر الأكثر تحفيزا للأعمال في العالم، وهي ماضية بعون الله ثم بعزم مواطنيها ومواطناتها الذين هم فخرنا وأغلى ثرواتنا إلى تحقيق طموحات لا حدود لها.
وأضاف: إن إعلان المملكة عن طرح جزء من أسهم أرامكو السعودية للاكتتاب العام سيتيح للمستثمرين المساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم، وسيحدث نقلة نوعية في تعزيز حجم السوق المالية السعودية لتكون في مصاف الأسواق العالمية، وسيعزز من الشفافية ومنظومة الحوكمة في الشركة بما يتماشى مع المعايير الدولية، وستوجه عائدات البيع الناتجة عن الطرح لصندوق الاستثمارات العامة لاستهداف قطاعات استثمارية واعدة داخل المملكة وخارجها ويأتي فتح قطاع السياحة وبدء العمل في إصدار التأشيرة السياحية تحقيقا لأهداف رؤية المملكة 2030، كأحد محفزات النمو الاقتصادي لجذب وتنويع الاستثمارات في هذا القطاع الواعد الذي يوفر فرصا وظيفية كبيرة، وجسرا ثقافيا للتواصل مع العالم ليشاركنا تراثنا الغني ومعالمنا الحضارية، ونشيد هنا بتعامل شعبنا السعودي الكريم مع الوافدين من السياح والمقيمين الذي يستند إلى مبادئنا وتقاليدنا الراسخة التي تعد نهجا تتوارثه الأجيال.
وقال: لقد أثبتت دولتنا في كل الظروف على مدار الثلاثمائة عام الماضية أنها قادرة على تجاوز كافة التحديات بعزم وإصرار والخروج منها منتصرة دائما بحمد الله وفضله.
وإن ما تعرضت له المملكة من اعتداءات بـ 286 صاروخا باليستيا و289 طائرة بدون طيار، بشكل لم تشهد له مثيلا أي دولة أخرى لم يؤثر على مسيرة المملكة التنموية ولا على حياة مواطنيها والمقيمين فيها، والفضل بعد الله يعود لمنسوبي قطاعاتنا العسكرية والأمنية الذين يسهرون على أمن هذا الوطن وبما يقومون به في الذود عنه، ونفخر بشهداء الواجب والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل العقيدة والوطن، ونؤكد أن أسرهم ستظل دوما موضع رعايتنا واهتمامنا.
وأكد أن الاعتداءات التخريبية على منشآتنا النفطية في ابقيق وخريص، والتي استخدمت فيها الأسلحة الإيرانية، تكشف مستوى الإحباط الذي وصل إليه النظام الإيراني، مما جعل العالم يتوحد في مواجهة هذا العدوان الإجرامي، ولقد نجحنا بتوفيق من الله ثم بسواعد أبنائنا في استعادة الطاقة الإنتاجية بهذه المنشآت خلال وقت قياسي أثبت للعالم قدرة المملكة على تلبية الطلب عند حدوث أي نقص في الإمدادات ودورها الرائد في ضمان أمن واستقرار إمدادات الطاقة العالمية.
وفي اليمن، قال: أثمرت ولله الحمد جهود المملكة بتوقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي نأمل أن يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع للوصول إلى حل سياسي للأزمة وفقا للمرجعيات الثلاث ويتيح للشعب اليمني العزيز استشراف مستقبل يسود فيه الأمن والاستقرار والتنمية.
وتابع: كما يحق لنا أن نفخر بنجاح بلادنا في القضاء على مظاهر التطرف بعد أن تمت مواجهة وحصار الفكر المتطرف بكل الوسائل ليعود الاعتدال والوسطية سمة تميز المجتمع السعودي.
ولفت إلى أن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين بدءا من الشهر القادم دليل على الدور المهم للمملكة في الاقتصاد العالمي، ونأمل أن يسهم البرنامج الطموح الذي وجهنا بإعداده خلال تولي المملكة رئاسة المجموعة في تعزيز مسيرتها بما يخدم مصالح كافة الدول والشعوب.
وختم: يحق لنا ونحن ننظر إلى المسيرة الخيرة لوطننا أن نفخر بما تحقق له من منجزات نباهي بها بين الأوطان، تمت بعزم شبابنا وشاباتنا، وهم يمضون في طريقهم إلى المستقبل بكل ثقة، مسلحين بعقيدتهم الإسلامية السمحة، وشيمهم العربية الأصيلة، والعلوم والمعارف التي نهلوا منها لمواصلة مسيرة البناء والازدهار.