بقلم : يوسف عبدالرحمن
أيتها المجاهرة بنزع الحجاب في «كافيه» أنت لستِ محقة عندما تقولين: «أنا حرة»،
أكرمك الله ولبستِ الحجاب فلمَ المجاهرة الآن في نزعه؟ تريدين نزعه «كيفك» لكن بدون تصوير «سيلفي»!
أخذك بريق الإعلام الفاسد وجرّك إلى حيث أصبحتِ تتفاخرين بنزع حجابك في «مقهى»!.. أيعقل هذا ووالدك وأمك على ملة الإسلام؟
أي أضحوكة أنتِ؟.. أنتِ تعتقدين انكِ قمت بإنجاز!.. إنه والله العيب كله!
وأي تهريج تمارسين اليوم؟
على الأقل استتري!
يخاطبنا الله تبارك وتعالى: (.. وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن..) الأحزاب: 53.
تقولين أنتِ مسلمة.. هذه آية فرض الحجاب على النساء وهذا الحجاب أطهر وأطيب، والله العظيم أجمل وأحلى وأغلى!
إذا كان الصحابة رضوان الله عليهم وهم خير القرون قد نهاهم الله عن النظر إلى أمهات المؤمنين، حيث قال الله في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: (.. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) الأحزاب: 33.
أليس نساؤنا وبناتنا أولى اليوم بهذا النهي وهذا التشريع الإلهي الذي يطهر القلوب والأنفس والبيوت والمجتمعات؟
أيتها المجاهرة بنزع حجابك: لقد كرّم الله المرأة بالحجاب فأعظم قدرها وصان حياءها وحافظ عليها من كل هبوط، كما أنقذها من النظرات الشريرة والنوايا السيئة والأغراض الدنيئة والنظرات المريبة والغرائز الدنيا!
اعلمي أيتها المجاهرة بنزع الحجاب انك ضيقت اليوم واسعا. وسؤالي: هل منعك يوما حجابك من حياتك وقيّد حريتك؟ ألم يمنعك هذا الحجاب من تطاول المتطاولين؟
ألم يعصمك ويحميك من النظرات وزاد من احترام الناس لك؟
ألم تشاهدي عشرات الأوروبيات كيف يتكلمن عن الحجاب وإعجابهن بالمرأة المسلمة؟
اليوم نحن نعيش غواية الإعلام وتشجيعه على محاربة الدين في فترة وكأننا في عودة الى الجاهلية الأولى، فكثر الإلحاد بعد ان وقع كثير من الأبناء في حضيض مهين من شرك التزييف والتضليل باسم الحرية والمدنية والتحضر والتقليد الأعمى وما يسمى بالموضة، لإبراز المفاتن خاصة من مصممات الأزياء ومصففي الشعر وصانعي الأصباغ والمساحيق دون مراعاة لمشاعر ملايين من المسلمين وكل همهم (الجسد) وإثارة الغرائز وإشاعة الفساد!
وإنها لدعوة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الإعلام لعمل برامج دعوية تخدم هذا المسار، وتحذر أجيالنا من مغبة التقليد الأعمى للغرب!
٭ ومضة: أعلم أن هناك كثيرا من غير المحجبات هن أفضل وأحسن من (بعض) لابسات الحجاب!
وتقولون: كيف؟
هي غير محجبة ولكنها وبكل صراحة تقوم بكل ما يطلب منها في ديننا الإسلامي ومستقيمة على هذا النهج، فقط ندعو الله عز وجل ان يلهمها السداد وتلتفت الى الحجاب والله (يهدي الجميع)، لا إكراه في الدين وإنما دعوة لهن بظهر الغيب أما إذا كانت محجبة وتقومين بكل الموبقات فهذا، والله، هو البلاء المبين، وهنا لا وجه للمقارنة بين محجبة ترتكب كل الآثام وغير محجبة وسلوكها قويم!
٭ آخر الكلام: في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات شهدت البلدان الإسلامية صحوة عظيمة قادها مشايخ الدين والدعاة (القمم لا الرمم) فكانت (صحوة إسلامية عالمية) واليوم تراجعنا وزاد الإلحاد ونُزع الحجاب لكن الأيام دوائر وستعود هذه الصحوات!
في المحن والابتلاءات يعود الناس الى الدين، تستيقظ ضمائرهم ويزال الصدأ عن القلوب والعقول وتقبل المرأة على بارئها بعد إدبار ويعود الشاب الملحد الى ربه تائبا بعد جهل، وتعود (أسرار الحق) بعد عماية وتسقط حبائل الشيطان ويرفض المجتمع التفسخ والانحلال والتبرج!
الويل أيها الاخوة والأخوات في كل مكان لمن ضل بعد هداية وانحرف بعد استقامة وصار عونا للشيطان.
أصعب شيء في الحياة ان ينكث المؤمن العهد مع الله.
الدنيا حلوة خضرة والله مستخلفنا فيها فلينظر كل إنسان ماذا يفعل؟ وماذا يلبس؟ وماذا يقول؟
لقد انتشر مفهوم خاطئ بين الناس بأن الحجاب هو تلك القطعة من القماش التي تغطي الرأس وذلك الجلباب الذي يغطي الجسد بشروطه التي جاءت بها الشريعة، والخطأ في هذا المفهوم للحجاب بسبب فصله عن المرأة كإنسانة تتحرك بسلوك فإما ان تصدق بهذا السلوك الذي تلبسه واما ان تكذبه! الحجاب الحقيقي التخلق بآداب الإسلام كله!
الجمعيات النسائية الدعوية انكفأت وما عادت تعلّم وتوجّه والتزمت الصمت في زمن الفتن، وقد يكون هذا مقبولا، لكننا في الكويت- ولله الحمد- نعيش أجواء الحرية، مما يستوجب علينا ان ننشط في الدعوة خاصة في القطاع النسائي، فماذا أنتم فاعلون؟
اللهم أنا ومن قرأ هذا المقال: أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.. أنزل علينا الطمأنينة في دوحة الدين واسترنا في الدنيا والآخرة.
الانباء – دسمان نيوز